هبطت أمس مركبة العودة للمسبار القمري الصيني "تشانغ آه-6" على الأرض، حاملة العيّنات الأولى في العالم التي تمّ جمعها من الجانب البعيد للقمر، مُمثلةً إنجازا كبيرا آخر في جهود الصين في استشكاف الفضاء، وفقا لهيئة الفضاء الوطنية الصينية.
وهبطت كبسولة العودة، بدّقة في المنطقة المحددة في راية سيتسيوانغ في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم بشمالي الصين في الساعة 2:07 ظهرا (بتوقيت بكين) وتعمل بشكل طبيعي، وحقّقت المهمة نجاحا كاملا.
وتحت السيطرة الأرضية، انفصلت مركبة العودة عن المركبة المدارية على ارتفاع 5000 كيلومتر تقريبا فوق جنوب المحيط الأطلسي، ودخلت كبسولة العودة الغلاف الجوّي للأرض في حوالي الساعة 1:41 ظهرا على ارتفاع حوالي 120 كم وبسرعة تقارب 11.2 كم في الثانية، وعقب إبطائها السرعة الديناميكية الهوائية، خرجت الكبسولة من الغلاف الجوّي ثُمّ بدأت في الانزلاق إلى الأسفل، قبل أن تعود إلى الغلاف الجوّي وتبطئ سرعتها للمرة الثانية، وعلى ارتفاع حوالي 10 كيلومترات فوق سطح الأرض، انفتحت مظلة، وهبطت مركبة العودة بدقة وسلاسة بعد ذلك في المنطقة المحددة مسبقًا، حيث استقبلها فريق بحث.
ومن المقرر أن يتم نقل مركبة العودة جوّا إلى بكين لفتحها، وسيتم نقل العيّنات القمرية إلى فريق من العلماء لتخزينها وتحليلها ودراستها لاحقا، حسبما ذكرت هيئة الفضاء الوطنية الصينية.
وتُعّد مهمة المسبار القمري "تشانغ آه-6" واحدة من المهام الأكثر تعقيدا وتحديا في جهود الصين لاستكشاف الفضاء حتى الآن.
وقال يانغ وي، الباحث في معهد الجيولوجيا والجيوفيزياء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، "إنّ مهمة تشانغ آه-6 تُمثل حدثا بارزا في تاريخ استكشاف الإنسان للقمر، وستُساهم في فهم أكثر شمولا لنشوء القمر"، وأضاف "إنّ العيّنات الجديدة ستُؤدي حتماً إلى اكتشافات جديدة".
المصدر: شينخوا